![]() |
| سر اختلاف طعم الماء البارد والجارِ |
الماء يمثل جوهر الحياة التي تتدفق من خلال الكائنات الحية، بما في ذلك النبات والحيوان والإنسان. عند تقديم كوب من الماء الدافئ بعد يوم طويل وشاق، قد لا تكون لديك الرغبة في تناوله. بينما يتوق الكثيرون إلى شرب الماء البارد لترطيب أنفسهم. لكن عند إضافة الثلج إلى نفس الكوب، ستشعر كأن نكهته اختلفت بالكامل! فما الذي يفسر هذا التغير في الطعم بسبب اختلاف درجات حرارة الماء؟
منذ نشوء الحياة على كوكب الأرض، ظل الماء عنصرًا رئيسيًا يعتمد عليه كل الكائنات الحية. يُعتبر الماء مادة حيوية وشائعة، لكنها لا تزال أقل فهمًا بشكل كامل. وعلى الرغم من تحديها لبعض القوانين الفيزيائية، فإنها تحمل مفاتيح الحياة. تاريخيًا، اعتقد البشر أن الماء يسهم في نقل المعلومات بين الكائنات الحية ويحتفظ بالذاكرة. ومع ذلك، قد يتعرض الماء لتأثيرات سلبية إذا تم معالجته بطريقة غير صحيحة، حيث يمكن أن تؤثر عوامل مثل الصوت والأفكار والنوايا على بنية جزيئاته.
الماء: الأهمية والغموض والفجوة في فهمنا له
نعود إلى السؤال الأساسي: لماذا يشعر البعض أن طعم الماء البارد يفوق طعم الماء الدافئ؟ على الرغم من اعتبار الماء بلا طعم علميًا، إلا أن هناك فرقًا واضحًا بين نكهته الباردة والدافئة. عبر الزمن، اعتقد الناس أن المعادن المنحلة هي المسؤولة عن طعم الماء، لكن حتى الماء المقطر النقي يتميز بنكهة خاصة. فما الذي يسبب هذا الفرق؟
ورغم أن الماء المقطر يعتبر خاليًا من الطعم، إلا أنه عند فتح زجاجته، تتداخل كميات ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في الماء. وعند سكبه في كوب، يتفاعل الماء مع الشوائب الموجودة في الزجاج، مما يؤدي إلى تغيير طعمه قليلاً. كما أن بقايا الطعام في الفم تلعب دورًا في كيفية تذوق الماء عند الرشفة الأولى.
لماذا يكون طعم الماء البارد ألذ من الماء الدافئ؟
من الأسباب التي قد تفسر تفضيل الماء البارد هو أن الجسم يكون في حالة حرارة مرتفعة بعد العمل الشاق، مما يجعل الماء البارد يساهم في خفض درجة حرارة الجسم بسرعة ويعطي شعورًا بالانتعاش. وهناك أيضًا أسباب كيميائية تفسر ذلك.
أثبتت الدراسات أن برودة الماء تعمل على تقليل تأثير العوامل التي قد تسبب تغيير طعمه. الشوائب التي تؤثر على الطعم تصبح أكثر وضوحًا في الماء الدافئ، بينما تضعف تأثيراتها في درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعل طعم الماء البارد أكثر استساغة.
كذلك، يتغير هيكل بلورات الماء حسب درجة الحرارة، مما يؤثر على إحساس براعم التذوق في اللسان. تحتوي حاسة التذوق على آلاف البراعم التي تستشعر أنواعًا مختلفة من الطعم، وترتبط بخلايا ترسل إشارات إلى الدماغ مما يجعلنا نشعر بالمذاق.
عند تناول الأطعمة والمشروبات، يتم إدراك ملوحة الطعام من خلال خلايا براعم التذوق المخصصة للملح، بينما يتم استشعار الحموضة من تفاعل المستقبلات مع الأحماض. تحدث هذه التفاعلات الكيميائية بسرعة، مما يفسر إمكانية تحول طعم الماء بناءً على مكوناته.
لقد نال الماء اهتمام العديد من العلماء، بما في ذلك العالم الياباني ماسارو إيموتو، الذي تناول تأثير الماء على الحياة في مؤلفاته. إيموتو، الحاصل على دكتوراه في الطب البديل، قدم دراسات حول كيمياء الماء وتأثير الموسيقى والأفكار عليه.
سر الماء: من البلورات إلى المشاعر والأفكار
في مؤلفاته، أشار إيموتو إلى أن البلورات التي تتشكل في الماء تتغير بناءً على المشاعر والأفكار الموجهة إليها. المياه النقية التي تعرضت لكلمات إيجابية تكوّن بلورات جميله ومعقدة، بينما المياه الملوثة تنتج بلورات غير مكتملة.
يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا للحياة، حيث يشكل حوالي 60-70% من جسم الإنسان. نقص الماء يؤثر سلبًا على العمليات الحيوية، مما يزيد من احتمالية تعرض الفرد للإجهاد والمرض. يحتاج الإنسان عادة إلى نحو ثلاثة لترات من الماء يوميًا، ويجب زيادة هذه الكمية في الطقس الحار.
في القرآن الكريم، تم ذكر الماء في مواضع عدة، مما يبرز أهميته الحيوية. فقد تم تشبيه الحياة الدنيا بالماء، مما يشير إلى زوالها وسرعة انقضائها.
لذا، ينبغي علينا أن نُقدّر قيمة الماء وأهميته في حياتنا، خاصة في الظروف الراهنة.
