هل ورقة واحدة يمكن أن تحدد مصيرك؟

هل ورقة واحدة يمكن أن تحدد مصيرك؟

 في مجتمعنا، يمكن لورقة واحدة أن تساهم بشكل كبير في تشكيل الصورة التي بنيناها عن أنفسنا على مدى 18 عامًا. قبل حوالي ست سنوات، كنت جالسة أمام حاسوبي المحمول، بينما كانت والدتي في الخارج تشتري الزينة والحلويات استعدادًا لوصول أحدهم بشكل مفاجئ. خلال تلك اللحظات، اجتاحتني أفكار سلبية، حيث تساءلت: ماذا لو رسبت؟ في ذلك الوقت، كانت مادة "علوم الأرض" غير محسوبة في المعدل، مما يعني أنني كنت بحاجة فقط للنجاح فيها. ولكن، هل كنت واثقة من إجاباتي؟ وماذا عن الرياضيات، ماذا لو لم أكن دقيقة في حساباتي؟ كما يحدث كل عام عند الاعلان عن نتائج الثانوية العامة، تعطلت الموقع، وبدأ الجميع يسأل وينادي، في حين ظللت عاجزة عن معرفة نتيجتي. أرسلت لي صديقتي تسألني، فأعطيتها رقم جلوسي، ثم غابت لفترة وعادت لتخبرني بأن الموقع قد تعطل مرة أخرى. تكرر هذا مع عدة أشخاص، مما جعلني أعتقد بأنني بالتأكيد رسبت. عندئذٍ، طلبت من صديقتي أن تخبرني حتى لو كنت قد رسبت في جميع المواد.

من أنت؟ لا توجد دراسات تثبت أن أصحاب تخصصات معينة أكثر نجاحًا من غيرهم

اليوم، وبعد ست سنوات من تخرجي في تخصص الهندسة المعمارية وبدء عملي، أستطيع أن أقيّم الموقف برؤية أكثر واقعية. أرى أن الثانوية العامة تمثل الصدمة الأولى للمواطن العربي، حيث تحدد رأيك بنفسك. إذا حققت ما هو مطلوب، فأنت عبقري ومغرور، ولكن إذا فشلت، فأنت مجرد كاذب فاشل ينتمي إلى فئة أدعى الذكاء طوال هذه السنوات. يمكن لجميع من حولك تأكيد هذه النظرية، سواء بدافع الحب والحرص أو الحقد والكره. الآن، وبعد التخرج والعمل، أجد نفسي قادرة على القول إن تلك الورقة ليست بالضرورة محددة لمصيرك.

لذا، وكشخص ذو خبرة في هذا المجال، أود أن أشارككم أهم الحقائق التي تحدد مصيرك حقًا:

1. **أنت**: أنت مكون ومتعلم على مدار 18 عامًا بشخصيتك وثقافتك وأسلوب حياتك. النجاح والشخصية القوية التي طورتها لا يمكن أن تمحى بسبب نتيجة ورقة ما.

المهارات التي ستساعدك على النجاح، وليس الورقة

في الواقع، ما في الورقة لا يمثل ضمانًا لنجاحك أو مستقبلك. لا توجد دراسات تثبت أن أصحاب تخصصات معينة أكثر نجاحًا من غيرهم. يمكنك أن تكون الأفضل بغض النظر عن المكان الذي درست فيه أو ما درسته، لأنك بالطبع مازلت أنت. ومع التغيرات الحديثة، أستطيع أن أؤكد أنك قادر على تحقيق أهدافك حتى بدون شهادة جامعية.

2. **مهاراتك**: عند دخولي الجامعة، كانت أفكاري محصورة في علامات ودرجات، مما يعكس نقص النضج من وجهة نظري الحالية. فقد كان بناء المهارات، الذي تجاهلته، يعد الأهم من التقييمات التي كنت أركز عليها، ولكنني أدركت ذلك الآن.

بغض النظر عن التخصص أو حتى عدم الالتحاق بالجامعة، إليك بعض المهارات التي يجب أن تسعى لتعلمها:

 لا توجد دراسات تثبت أن أصحاب تخصصات معينة أكثر نجاحًا من غيرهم

- **لغة ثانية**: أنصحك بتعلم اللغة الإنجليزية إذا لم تكن متقنًا لها. وتأكد أن إتقان لغة ثالثة أو رابعة سيكون مفيدًا. هناك العديد من التطبيقات والوسائل لتعلمها، مثل:

  - Z American English

  - TED

  - نتفليكس: استخدم خاصية تغيير لغة المتحدث والترجمة لتعلم اللغة مع المتعة.

- **تعلم مهارة**: سواء كان التصميم، البرمجة، الكتابة، التصوير، أو المونتاج... نصيحة عملية من شخص عانى من التشتت، أنصح بالتركيز على شيء واحد حتى تجيد إتقانه.

- **اقرأ**: أتمنى لو أستطيع أن أضع ملصقات في كل مكان تقول: "القراءة ستنقذ حياتك".

شارك! :