![]() |
| قاعدة بيانات نباتية مصرية شاملة تعتبر مصدراً غنياً بالمعلومات التقنية |
تُعتبر العينات النباتية المحفوظة في المعشبات المصرية مصدرًا غنيًا بالمعلومات التقنية عن النباتات. تُعرّف الفلورا، أو النبت، بأنها مجموعة من النباتات وأشباه النباتات التي تعيش في منطقة أو حقبة معينة، مما يعكس تنوع الحياة النباتية في النظام البيئي. تمثل المعشبات أماكن مخصصة لجمع وتصنيف الأنواع المختلفة من النباتات، مع الحرص على تجميع معلومات شاملة عنها، والتي تسهم في الحفاظ على النباتات والتنوع البيولوجي.
شبكة المعشبات الوطنية المصرية تعمل على تقديم معلومات دقيقة عن النباتات في مصر
تمتلك مصر نحو 14 معشبة على مستوى الجمهورية، ومن أبرز هذه المعاشب معشبة جامعة القاهرة، ومعشبة المتحف الزراعي، ومعشبة جامعة أسيوط. وقد أطلق رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية، الأستاذ الدكتور محمود صقر، قاعدة بيانات وطنية موحدة تشمل العينات النباتية المعشبية لكل النباتات البرية التي تمثل الفلورا المصرية. تتم استضافة هذه القاعدة بالتعاون مع علماء النبات والتصنيف والبيئة النباتية في الجامعات والمراكز البحثية المصرية، حيث تتولى كلية العلوم بجامعة القاهرة تنسيق الجهود.
**الشبكة الوطنية للمعشبات المصرية**
تسعى الشبكة الوطنية للمعشبات المصرية، التي تعمل تحت مظلة برنامج الشبكات القومية العلمية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إلى تقديم معلومات تقنية دقيقة عن النباتات في مصر، بالإضافة إلى معلومات عن النباتات في دول أخرى، من خلال قاعدة بيانات وطنية.
حفظ وتوثيق الأصول الوراثية النباتية والميكروبية والحيوانية في مصر
تشمل الشبكة 14 معشبة وطنية تضم الجامعات والهيئات والمراكز البحثية، ويمثلها 28 عضوًا. يتكون مجلس إدارة الشبكة من 14 عضوًا، حيث يتم تعيين منسق خاص لكل معشبة. تشمل المعاشب الجامعية: القاهرة، عين شمس، حلوان، الإسكندرية، المنصورة، أسوان، قناة السويس، المنوفية، أسيوط، طنطا، بورسعيد، بالإضافة إلى معشبات مركز بحوث الصحراء والمركز القومي للبحوث.
على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، تمكن فريق العمل بالشبكة من إدخال حوالي 80% من العينات المعشبية المتاحة في الفصائل النباتية الممثلة للفلورا المصرية، باستثناء النباتات المزروعة، إلى قاعدة البيانات الوطنية التي تستضيفها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وقد أصبحت هذه القاعدة متاحة للباحثين عبر موقع الأكاديمية اعتبارًا من 15 يونيو 2021.
حفظ وتوثيق الأصول الوراثية النباتية والميكروبية والحيوانية في مصر
بحسب الدكتور صقر، يُعتبر حفظ وتوثيق الأصول الوراثية النباتية والميكروبية والحيوانية (ثروة مصر البيولوجية) من أهم برامج الحفاظ على الطبيعة التي تتبناها الأكاديمية، بهدف حماية الإرث الوراثي المصري من التدهور أو الانقراض أو السرقة، وضمان توثيق حقوق مصر.
يمثل هذا الإرث مصدرًا للجينات المطلوبة لبرامج التربية والتحسين الوراثي، واستنباط أصناف وسلالات جديدة من النباتات والحيوانات والميكروبات، التي تُستخدم في الغذاء، والدواء، والصناعة.
الأصول الوراثية تعد من الركائز الأساسية للأمن القومي لأي دولة، حيث تدرك الدول الغنية أهمية هذه الثروات غير المرئية، بينما تعاني الدول الفقيرة من استغلال مصادرها الوراثية، التي أصبحت الآن مصدرًا لثروات ضخمة في الدول المتقدمة.
قاعدة بيانات نباتية مصرية متاحة للباحثين من جميع أنحاء العالم
في إطار التقدم العلمي في مجال الهندسة الوراثية، تنفذ الأكاديمية مشروعًا قوميًا كبيرًا يتضمن إنشاء قواعد بيانات للعينات المعشبية المحفوظة، وإعداد موسوعات علمية للنباتات البرية مدعومة بالبصمات الوراثية، بالإضافة إلى إنشاء شبكة وطنية للعزلات الميكروبية (الفطريات، الطحالب، البكتيريا). تم افتتاح العديد من هذه الأهداف، وجارٍ استكمال الموسوعات النباتية وتطوير بنوك الجينات ومتاحف العلوم والحدائق النباتية.
وأشارت الدكتورة جينا الفقي، المشرفة على قطاع العلاقات العلمية والثقافية، إلى أن البيانات والصور الرقمية من مجموعات النباتات المرجعية في المعشبات المصرية متاحة للجميع عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للأكاديمية. سيتمكن الباحثون من الوصول إلى قاعدة البيانات والحصول على معلومات دقيقة وسريعة عن النباتات المصرية للاستخدامات المختلفة، بما في ذلك الطبية والزراعية والزينة.
تُقدم هذه الخدمات والفوائد للعلماء والمستخدمين في جميع أنحاء العالم، وفي خطوة لاحقة، ستقوم الأكاديمية بربط قاعدة البيانات مع المعشبات والحدائق النباتية الأجنبية التي تحتوي على عينات نبات.
